في إطار اهتمام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات بالمحافظة على البيئة وحرصها الشديد على إحترام المعايير البيئية العالمية وزيادة المخزون السمكي للبحرين، ورغبة منها في إعطاء العبرة للشركات الصناعية الأخرى لتحذو حذوها، أطلقت شركة " جيبك" مشروع مزرعة الأسماك في نوفمبر 1996. ومنذ ذلك التاريخ، تمكنت الشركة من إطلاق 310،000 سمكة سبيطي ( أنواع نادرة) في المياه الإقليمية. وقد برهنت الشركة من خلال إنشاء مزرعة الأسماك في الجزء الجنوبي لمجمع "جيبك" الصناعي بسترة أن العناية بالبيئة والمحافظة عليها متاح وممكن حتى في المجمعات الصناعية الكبرى. وتتم تربية الأسماك وإطعامها كي تتمكن من النمو الجماعي في بيئة طبيعية مختلطة. كما ترغب الشركة كذلك في التبرع ببعض كميات المحصول السمكي للجمعيات الخيرية والفقراء وضمان حصولهم عليها.
"استزراع الأسماك" يعني تربية الأسماك في الأحواض، والأقفاص أو البِرك. أما مزرعة " جيبك" فهي مغلقة مصنوعة من الحديد، والصخور، والخشب والمواد المُصنعة، على مساحة إجمالية تبلغ 625 متر مربع. وهي مزرعة فريدة من نوعها بما أنها تُشكل جزءً وتواصلا مع مياه البحر المُحيط بها.
وقد تم اختيار مختلف أنواع الأسماك،أغلبيتها من أسماك السبيطي المتأتية من البحر الأسود، وبعض أسماك "المِيد" و أسماك "الصافي" ، كلها أسماك استوائية مشهورة وموجودة في المياه الاقليمية البحرينية.
يعتبر هذا المشروع تجريبيا تطبيقيا يتضمن تربية واستزراع أنواع الأسماك المعروفة في مكان مغلق، تتوفر فيه جميع الظروف البيئية الطبيعية لمدة من الزمن تتراوح بين شهر نوفمبر إلى شهر يوليو.
يقضي سمك " السبيطي" المُربي معظم بدايات حياته الأولى في مخابر الإستزراعي السمكي للوزارة منذ مرحلة التفقيص كبيوضات، يرقانات، فترة ما بعد اليرقة إلى غاية مرحلة الشباب عندما تبلغ حجم السمكة الواحدة ( 70 غراما تقريبا) عندما يتم جلبها لتواصل مشوارها في مزرعة جيبك . وتقضي الأسماك بقية فترة نموها في أحواض شركة " جيبك" إلى أن يبلغ معدل أوزانها قرابة 270 غراما، على مدى 223 يوما من النمو.
بلغة عدد الأسماك المُربية في برك وأحواض مزرعة "جيبك" 4،375 سمكة، مما يعني نسبة كثافة تخزينية بمعدل 7 سمكات/متر مكعب. وهذا يعني أن المحصول المستهدف جيد جدا نظرا لنسبة النجاح العالية في تربية والحفاظ على حياة هذه الأسماك.
النظام الغذائي الرئيسي لسمك السبيطي هو العلف المركب الجاف على شكل حباب أو كريات صغيرة. ولكن في بعض الأحيان، يُقدم لأسماك المزرعة غذاءً طازج مثل الأسماك أو لحم سرطان البحر إن وُجد. ويتراوح معدل التغذية بين 3-7% من حجم الجسم حسب الكتلة البيولوجية. وتُقدم كمية الغذاء الإجمالي أربع مرات يوميا، حسب مقتضيات التيارات البحرية، والظروف المناخية والحرارية فيما يتعلق بقابلة وشهية السمك وعاداته الغذائية.
لا شك أنه من الضروري جدا الحفاظ على سجلات وتقارير علمية حول نمو الأسماك لمعرفة ما إذا كان السمك المُربي ينمو جيدا وبصفة صحية؛ فأية إصابات أو عدوى يعني أن هناك خطأ قد وقع في مرحلة ما، وعليه فإن المعايير والمعلمات البسيطة والواضحة هي أكثر جدوى في هذا المجال.
أما في شركة " جيبك"، فإن حجم وأوزان الأسماك المربية في مزرعة الشركة يتم التأكد منها كل 15 يوما. وخلال فترة النمو والاستزراع التي تدوم 223 يوما، فإن أكبر نمو مُسجل خلال الأشهر الممتدة من ديسمبر إلى يناير حيث سُجِل أعلى معدل درجة حرارة البالغ 23 درجة مئوية.
تحرص شركة " جيبك" على متابعة حالة الأسماك من خلال إجراء الفحص اليومي، بالإضافة إلى عملية الغطس لإزالة الأجسام والمواد التي تسقط في قاع الحوض. كما أن عملية تنظيف وتمشيط الشبكة من الأوساخ العالقة، خاصة الشقائق البحرية كبيرة الحجم مثل القشريات البحرية الحلزونية التي يمكن أن تسبب أضرارا بالشبكة، التي إن حصلت لتسببت في هروب معظم الأسماك داخل الحوض.
المرض هو حالة غير طبيعية تضر بالجسم وتسبب تغييرات وتحولات في جسم الحيوان. ويمكن أن يكون المرض نتيجة مباشرة لأحد الإصابات التالية: بكتيريا أو فيروس، طُفيليات، جروح أو إصابات مواد كيماوية سامة، نباتات وطحالب بحرية، أو إصابات ومواد سامة في الغذاء. كما أن كثافة التخزين التي تتعرض لها الأسماك في البيئة المغلقة التي تُربى فيها تُسبب أغلبية الأمراض التي تهدد هذه النوعية من الأسماك.
ولحسن الحظ، لم تتعرض أسماك مزرعة شركة "جيبك" لأية أمراض متفشية أو وفيات كبيرة بسبب التسمم الكيماوي أو المتأتي من الطحالب البحرية. وعلى الرغم من وجود بعض النسب البسيطة لوفيات الأسماك خلال نقلها أو تلك التي علقت في الشبكة، فإن العمليات الطبية لم تستخدم بأية حال من الاحوالن سواءً وقائية أو علاجية.
بما أن قاع الحوص ليس مسطحا ويحتوي على صخور منتشرة هنا وهناك ومرجان بحر ميت، يصعب جمع المحصول السمكي بواسطة الشبكة أو عن طريقة الغربلة، إلا إذا تم إزالة جميع المواد القابعة في قاع الحوض. وتوجد طريقة أخرى لصيد وجمع هذه الأسماك وهي شبكة اتقائية خاصة. ولكن هذه الطريقة أثبتت عدم نجاعة الكاملة بما أن أنها تسمح فقط بانتقاء الأسماك المختارة فحسب، والباقي يُطلق سراحه في مياه البحر. المحلي عن طريق طرح الأسماك المستزرعة في الأسواق، لافتاً إلى أن المركز سيعتمد آخر التطورات في مجال الاستزراع في دراساته لصالح شركة الخليج للصناعات البتروكيماوية.
جدير بالذكر أن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات تبنّت وبالتعاون مع إدارة الثروة السمكية مشروع إنشاء مزرعة أسماك لإستزراع مختلف الأسماك البحرية البحرينية التي تم تدشينها في نوفمبر عام 1996م وبطاقة إستيعابية تقدر بـ10 آلاف سمكة ، وذلك ضمن إطار إهتمام الشركة بالمحافظة على البيئة المحيطة بالمجمع الصناعي وتأكيداً لدورها الوطني والاجتماعي، ويهدف إنشاء المزرعة إثراء الحياة البحرية وزيادة الثروة السمكية في البحرين، وأيضاً لتعريف المجتمع بأن التنمية الصناعية لا تتعارض وسلامة البيئة إذا تم الالتزام بالقوانين البيئية التي تضمن صحتها وسلامتها. وقد قامت الشركة في عام 2001م بتوسعة المزرعة لتتسع إلى أكثر من 60 ألف سمكة.